السبت، 14 نوفمبر 2015

رب ضارة نافعة

رجع الاستاذ إلى بيته متأخرأً كعادته بعد ان أطال السهر مع اصحابه 

وعندما اراد الدخول الى بيته وجده الباب مغلق طرق الباب بقوه ولكن دون فائده

فقد رفضت زوجته ان تدخله وكانت قد اعلمته انه اذا عاد متاخرا كما هو شانه فلن تفتح له باب المنزل !!!
إذاً....

اين يذهب ؟؟

خرج يمشي وساقته قدماه الى المدرسه التي يعمل بها فما كان منه الا ان ضرب الباب ففتح له الحارس ولم يجد صعوبه في الدخول فالمدرس في القرى له مقام كبير والفراش والحارس يعظمونه جداً ...

حاول في البداية ان ينام ولكن النوم ابى ان يقترب منه فوجدها فرصة ثمينة ان يشغل الوقت بتصحيح الكراسات التي تراكمت عليه حتى ملأت الرف , وبذلك يتخلص من امر اشتد غضب الناظر عليه منه

وحين طلع النهار كان صاحبنا قد انهى تصويب كراساته جميعاً...

وقبل ان يحضر مدرس او تلميذ , دخل المدرسة ضيف وقاده الحارس الى صاحبنا اذ لم يكن في المدرسة غيره , واحسن المدرس وفادته فقد صنع له الشاي  وانسه بالحديث وتأخر الناظر عن الحضور وتأخر بعض المدرسين ايضاً....

فاستشاط الضيف غضباً  فقد كان مرسلا من الوزارة للتحقق في شأن المدرس الذي كثرة عليه شكوى الناظر من تأخره وعدم قيامه بالواجبات المناطة به وقد كان المشتكى منه ذلك المدرس الذي نام في المدرسة يصحح الكراسات !!!

حضر الناظر فوجد المبعوث يرغي ويزبد وعندما بدأ التحقيق علم ان المدرس الذي حضر الى المدرسة اول الناس هو المقصود فطلب منه كراساته فإذا هي احسن حال

لقد تحول الحال فقد كان التقرير المرفوع مرضيا للمدرس اشد الرضى بقدر ما كان مؤلما للناظر اشد الإيلام

والله في خلقه شوؤن