الأحد، 1 فبراير 2015

سعـيت فـأكـديــت!!

سعيت فأكديت !!!



وفد عروة بن أذينة الشاعر على هشام بن عبدالملك في جماعة من الشعراء ، فلما دخلوا عليه عرف عروة ،
فقال : ألست القائل :-

لقد علمت وما الإشراف من خلقي
أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعـى لـه فيـعنيني تطلبه
ولـو قعــدت أتانـي لا يعنيني

وأراك قد جئت من الحجاز إلى الشام في طلب الرزق !،  فقال له : يا أمير المؤمنين ، زادك الله بسطة في العلم والجسم ، ولا رد وافدك خائبا . والله لقد بالغت في الوعظ ، وأذكرتني ما أنسانيه الدهر !!.
وخرج من فوره إلى راحلته ، فركبها وتوجه راجعا إلى الحجاز ، فلما كان الليل ذكره هشام وهو في فراشه ، فقال : رجل من قريش قال حكمة ، ووفد إلي فجبهته ورددته عن حاجته ، وهو مع ذلك شاعر لا آمن ما يقول . فلما أصبح سأل عنه ، فأخبر بانصرافه ، فقال : لا جرم ، ليعلم أن الرزق سيأتيه . ثم دعا مولى له وأعطاه ألفي دينار ، وقال : ألحق بهذه ابن أذينة ، وأعطه إياها ، فأدركه وقد دخل بيته ، فقرع الباب عليه ، فخرج إليه ، فأعطاه المال . فقال أبلغ أمير المؤمنين قولي : سعيت فأكديت ، ورجعت إلى بيتي فأتاني رزقي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق